وصلت سفينتان صغيرتان تقلان متضامنين أجانب أبحرتا من جزيرة قبرص إلى سواحل قطاع غزة وكان في استقبالها العشرات من الفلسطينيين وقيادات شعبية وفصائلية بالقطاع.
ومع اقتراب السفينتين لشاطئ غزة تدافع المواطنين نحو الشاطئ وعمت الفوضى في المكان , ولكن المشاعر الجياشة كانت السائدة على وجوه الشبان الذين استقبلوا هؤلاء المتضامنين الأجانب الذين يمثلون جهات يسارية تقف خلفها جمعية أمريكية تسمى " غزة الحرة ".
السفينتان حملتا الأعلام التركية واللبنانية واليونانية والأمريكية والفلسطينية وأرست في ميناء غزة بعد تأخير لعدة ساعات بسبب مشاكل واجهتهما بسبب إجراءات إسرائيلية قبل السماح لها بالدخول للقطاع بعد تأكد الجانب الإسرائيلي من ما تحمله هذه السفينتين والأشخاص الذين يتواجدون عليها".
من جانبها رحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بهذه الخطوة وقال أكرم العايدي مسؤول العمل الجماهيري في مكتب التعبئة والتنظيم بحركة فتح " أن الحركة تراقب باهتمام المبادرة الإنسانية التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على أهلنا في قطاع غزة ".
وأضاف في بيان صحفي لوكالة فلسطين برس للأنباء " أن حركة فتح تقف بكل احترام لأهمية الدور الكبير الذي يقوم به المتضامنون الأجانب من أصدقاء الشعب الفلسطيني،وندعو جماهير شعبنا الخروج لاستقبال ضيوف فلسطين ".
من جانبه قال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس " أن هذا الجهد الذي بدأ منذ نحو عاملين من مجموعة من المتضامين المؤيدين لقضية شعبنا استطاعوا من خلال هذه المبادرة للفت انتابه الرأي العام للحصار الظالم المفروض على قطاع غزة وضرورة أن ينتهي مشيرا إلى أن هذه المبادرة رسالة بوجود شعب بأكمله يعاقب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت ذرائع مختلفة وان الأوان أن ينتهي ويتحرك المجتمع الدولي".
وحول قدرة هذه الخطوة على كسر الحصار قال حماد للجزيرة " اعتقد انه حتى لا تكون هناك أوهام والقيادة الحكيمة لشعبها يحجب أن تكون صادقة معه اعتقد أنها خطوة رمزية ونعلم أن الأمور ليست بهذه البساطة عند الحديث عن كسر الحصار وهذا تحدي لقوة إسرائيل ونفوذها ولا اعتقد أن الظروف بهذه البساطة والخطوة مهمة رمزيا ولكن يجب أن لا نذهب بعيدا مطالبا بعدم استخدام هذه المناسبة من اجل استعداء العرب وشتمهم عبر الفضائيات والسؤال عنهم وأن نلتفت إلى العمل بجد لإنهاء الحصار الظالم على شعبنا".
وأوضح حماد أن نوعية الشخصيات المشاركة في هذه المبادرة هي معروفة بأنها من معسكر سلام وحقوق الإنسان والمبادرة التي قاموا بها منذ عامين يجري الإعداد لها مشيرا إلى أن السؤال هل سيتبع هذه الخطوة تحدي للحصار ؟؟ فالقول أن الأمور ليست بسيطة هكذا ويجب أن لا نتدافع أن ما تم اليوم يمكن أن يتكرر من قبل مجموعات اكبر ونتمنى ذلك ولكن الواقع ليس ذلك".
من جانبه عبر إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة والخارجة عن القانون في غزة " عن تقديره لهذه الخطوة ووصفها بأنها جريئة وكبيرة ومعبرة لكسر الحصار عن قطاع غزة".
وقال إياد السراج أحد القائمين على تنظيم استقبال السفينتين " أن الكسر للحصار الذي قامت به السفينتين هو شيء رمزي ونريد أن يتبعه سفن ومبادرات أخرى لاختراق الحصار بعد إقفال إسرائيل للمعابر الحدودية".
وكان مسؤول سياسي كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلن " أن الجيش قرر السماح لسفينتين تقلان متضامنين يساريين من جنسيات مختلفة من الوصول إلى شواطئ قطاع غزة ".
وقال المسؤول في تصريحات صحافية " أن القرار جاء بعد مشاورات بين رئيس الحكومة أيهود أولمرت ووزيرة خارجيته ليفني ووزير الجيش أيهود باراك مشيرا إلى أن القرار جاء لقطع الطريق على النشاط الإعلامي الاستفزازي للقائمين على هذه الحملة والموجودين على متن السفينة".
وأوضحت مصادر إعلامية " أن إسرائيل تخشى من أن تكون السفينتان غير مجهزتين للمكوث وقتا طويلا في البحر مما سيعرضهما للخطر وبالتالي تتحمل إسرائيل مسؤولية ما قد يحدث لهما فجاء القرار بالسماح لهما بالوصول إلى شواطئ غزة وبعد التأكد من أن السفينتين لا تحملان سوى مساعدات طبية صغيرة ".
السبت أغسطس 23, 2008 4:22 pm